الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024
العربية

زوجها يجالس غير المحارم وهي تغار

26784

تاريخ النشر : 08-04-2002

المشاهدات : 8489

السؤال

زوجي وباقي أفراد عائلته يتصرفون وكأن كل واحد منهم هو محرم للآخر (مع زوجات إخوته ، وزوجة عمه .. الخ) . وعندما أخبره أن ذلك لا يجوز ، يرد قائلا إنه لا يستطيع تغيير الوضع .
كما إنه يشاهد الأفلام (التي تحتوي أمورا سيئة أحيانا) . وهو يغضب من تكراري عليه النصح بالامتناع عن هذه الأفعال . وهو يطلب مني التوقف عن إزعاجه .
إنه يقيم على بعض العادات السيئة الصغيرة الأخرى ، إلا أنه شخص لطيف وجيد . أنا فتاة عاطفية جدا , وأشعر بالكثير من الحزن والغيرة والغضب . أنا صغيرة في سني وأجدني أعجز أحيانا عن التعامل مع هذه الأمور . كيف أتصرف ؟.

الجواب

الحمد لله.

بداية شكر الله لك هذه الغيرة وأعانك على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وننصحك بالاستمرار على ما أنت عليه من النصح لزوجك وأقاربه بالتي هي أحسن حتى تجدي من هؤلاء المدعوين من يهديه الله على يديك لترك هذه المحرمات ، وبذلك يسهل التغيير والالتزام بالأمر الشرعي عند من قد يضعف بسبب ظنه عدم القدرة على التغيير ، وعليك بالاستعانة على نصحك بدعاء الله تعالى لهؤلاء المدعوين و الإحسان إليهم وعدم إظهار الاستعلاء عليهم بل إظهار الشفقة والرحمة بهم ، فهو أدعى للقبول ، وهو مما يكسبك احترامهم رغم صغر السن .

وعليك مع ما ذكر أن تحرصي على البعد عن مشاركتهم فيما يقعون فيه من مخالفات لئلا يتسلل الضعف إلى النفس تجاه هذه المنكرات ، لا سيما الأفلام السيئة التي ذكرتِ ، والمؤمن لا يأمن على نفسه الفتنة بل يستعين عليها بالبعد والدعاء .

وأما ما ذكرت من عاطفة الحزن والغيرة والغضب لدينه فهي من نعم الله على العبد ولكن لابد أن تضبط بضوابط الشرع ، فلا يؤدي الحزن إلى اليأس ونحوه كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) ، ولا يؤدي الغضب إلى تنفير المدعو من الدعوة لأن القصد إصلاحه وليس مجرد إفراغ الإنسان لغيرته وغضبه ،

ومادام زوجك مسلماً مصلياً ولطيفاً ( كما تذكرين ) فاصبري عليه واستمري في دعوته لعل الله أن يقرّ عينك بهدايته وسلوكه سبل العفاف .

ولعل التفكير في مصائب غيرك من الزوجات اللاتي ابتلين بأزواج على حال أسوأ وأشنع من حال زوجك يجعل نظرتك لذنوب زوجك موزونة وزناً صحيح ، ونسأل الله أن يهدينا وإياك وسائر الخلق لما يحب ويرضى .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد