الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

هل هناك صلاة مخصوصة لزيادة الرزق ؟

السؤال

تصلي ركعتين تقرأ في كل ركعة الحمد مرة واحدة ، والتوحيد مرة واحدة ، وتطيل الركوع والسجود ، وبعد الانتهاء من الصلاة تقول : يا ماجد يا واحد يا كريم ، أتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة صلى الله عليه وآله ، يا محمد يا رسول الله ، إني أتوجه بك إلى الله ربي وربك ورب كل شيء وأسألك اللهم أن تصلي على محمد وأهل بيته وأسألك نفحة كريمة من نفحاتك ، وفتحا يسيرا ورزقا واسعا ألم به شعثي وأقضي به ديني وأستعين به على عيالي ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :
لا يعرف في السنة الصحيحة صلاة مخصوصة لطلب الزيادة في الرزق ، فهذه الصلاة الموصوفة في السؤال بدعائها صلاة مبتدعة ، وهو من التشريع في الدين بما لم يأذن به الله ، ومن البدع المحدثة المنهي عنها .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" أهل السنة والجماعة يقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة : هو بدعة ؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه ، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها " انتهى
من "تفسير ابن كثير" (7 / 278-279) .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
" البدع التي أحدثت في مجال العبادات في هذا الزمان كثيرة ، والأصل في العبادات التوقيف فلا يشرع شيء منها إلا بدليل ، وما لم يدل عليه دليل فهو بدعة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) متفق عليه ، والعبادات التي تمارس الآن ولا دليل عليها كثيرة جدا ... " انتهى من "كتاب التوحيد" (ص 160) .
ثانيا :
قول الداعي في دعائه بعد هذه الصلاة المبتدعة " أتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة صلى الله عليه وآله يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله .. " قول لا يجوز ، وهو من التوسل البدعي الممنوع .
وينظر للأهمية جواب السؤال رقم (3297) لمعرفة التوسل الشرعي والبدعي .

ومن دعا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته أو غيره من الأموات لدفع ضر أو جلب نفع فهو مشرك شركاً أكبر مخرجاً عن الملة ، وعليه أن يتوب إلى الله تعالى .
راجع جواب السؤال رقم : (112131) ، (114142) .
ثالثا :
هناك من الأسباب المشروعة لزيادة الرزق ما يحسن أن نشير إليه وننبه عليه ؛ أخذا بالأسباب الشرعية ، وحذرا من الابتداع في الدين ، فمن ذلك :
• الاستغفار ؛ قال تعالى: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح/10- 12
• ومنها : صلة الرحم ؛ لما روى البخاري (2067) ومسلم (2557) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) .
قال النووي رحمه الله :
" ( بَسْط الرِّزْق ) تَوْسِيعه وَكَثْرَته , وَقِيلَ : الْبَرَكَة فِيهِ " انتهى .
• ومنها : كثرة الصدقة ؛ فقد قال الله تعالى: ( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) سبأ/ 39 .
وروى مسلم (2588) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ ) .
قال النووي رحمه الله :
" ذَكَرُوا فِيهِ وَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُبَارَك فِيهِ , وَيَدْفَع عَنْهُ الْمَضَرَّات , فَيَنْجَبِر نَقْص الصُّورَة بِالْبَرَكَةِ الْخَفِيَّة , وَهَذَا مُدْرَك بِالْحِسِّ وَالْعَادَة . وَالثَّانِي أَنَّهُ وَإِنْ نَقَصَتْ صُورَته كَانَ فِي الثَّوَاب الْمُرَتَّب عَلَيْهِ جَبْر لِنَقْصِهِ , وَزِيَادَة إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة " انتهى .
• ومنها : تقوى الله عز وجل ، قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) الطلاق/2، 3 .
• ومنها : الإكثارُ من الحجِ والعمرة والمتابعةُ بينهما ؛ لما روى الترمذي (810) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ) وصححه الألباني .
• ومنها الدعاء ؛ لما روى ابن ماجة (925) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا ) صححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب