الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

الرسائل الخاصة بين الجنسين في المنتديات .

160459

تاريخ النشر : 02-02-2011

المشاهدات : 11893

السؤال

أنا مشرف على قسم إسلامي في منتدى " أنيمي " مشهور إماراتي ، نهجه نهج سلفي ، فكل ما يرد إليَّ من بدع وتشيع أحذفه ، وقد يصل الأمر إلى إيقاف العضو إن كرر الإساءة لأهل السنة بسب الصحابة أو إيراد البدع . المهم أن الموضوع لا يوضع إلا بعد أن أوافق عليه ، وبما أني كنت أدرس طلب العلم الشرعي فكثيراً ما تراسلني فتيات ملتزمات على الرسائل الخاصة لسؤالي عن أحكام الأحاديث الصحيح منها والضعيف وبعض الأحكام الشرعية فأجيبهم بما أعرف ، وغالبا أستعين بموقعكم المبارك ، وهذه الرسائل الخاصة هي تحت مراقبة ثلاثة مراقبين حتى لا يتسلل إليها ما لا تحمد عقباه ، وهم يلتزمون بالأحكام الشرعية فلا يضعون الرموز المعبرة ولا تلك القهقهة " ههه " ، ولا يخضعن بالقول ، وغالباً ما يكون ذلك عند الحاجة فقط . فما رأيكم يا شيخ بالرسائل الخاصة وحالتها كما ذكرت لكم بين الفتيات وبعض المشرفين أو بعض الأعضاء الآخرين ؟ .

الجواب

الحمد لله.


أولاً:
نشكر لك أخي الفاضل حرصك على الخير واهتمامك أن لا تقع مخالفات شرعية في القسم الذي تشرف عليه في ذلك المنتدى ، وبخاصة فيما يتعلق بالاعتقاد الصحيح الذي عليه الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان والذي يحاول أهل الشر إفساده على عامة المسلمين .

ثانياً:
لا يخفى عليك أن فتنة " الإنترنت " فتنة عظيمة سقط فيها كثيرون ، وضاعت فيها مروءات وأعراض لكثيرين وكثيرات ، وبعض أولئك كان من الملتزمين المستقيمين على طاعة الله ، وفتنة هؤلاء – رجالاً ونساءً – لم تكن مرَّة واحدة ، بل كانت على خطوات وامتد الأمر فيها لأشهر وسنوات ، ولم يزل الشيطان يسوِّل للطرفين أن ما يفعلونه حلال ، ثم ينتقل معهم إلى الاستحباب والوجوب نصرة للدين وقياماً بواجب النصح للمسلمين ، وهكذا يكون الواحد منهم مفتوناً وهو لا يدري عن نفسه أو يدري لكنه يظن نفسه أنه لن يقع في الإثم الكبير والجُرم العظيم ، ثم سقط من سقط ونجا من نجا ، والقصص الكثيرة التي يعلمها خواص العلماء والدعاة والمربين مؤلمة موجعة ، وما يعرفه الناس مما ظهر منها فليس إلا القليل القليل من الواقع .
ولهذا كلِّه فإننا شددنا ولا نزال نشدد على ضرورة الابتعاد عن الخطوة الأولى التي يوقع فيها الشيطان أولئك العفيفين والعفيفات في حبائله ، وكان منَّا تنبيهات وتحذيرات بعدم التساهل في التعرض لفتنة النساء بالمشاركات العامة ، أوما المخاطبات والمراسلات الخاصة فإننا لا نزال على المنع منها ، بل نشدد على هذا المنع لما حصل من فتنٍ ومصائب جرفت كثيراً من المحسوبين على الخير والاستقامة .
وقد بيَّنا حكم هذه المراسلات والمحادثات بين الجنسين في فتاوى متعددة ، فانظر أجوبة الأسئلة : ( 78375 ) و ( 34841 ) و ( 23349 ) و ( 20949 ) و ( 26890 ) و ( 82702 ) .
وعليه :
فإذا كان عند أخت مشاركة سؤال يستفيد منه المسلمون فلتضعه في مشاركة عامَّة ، وليكن الجواب عليه منك ومن أمثالك من الإخوة طلبة العلم جوابا عاما ، فيستفيد الجميع من إجابتكم.
وأما إذا كان عند أخت سؤال خاص للإدارة أو المشرفين : فإننا لا نرى جواز المراسلة الشخصية بينها وبين واحد منهم ، ونرى جواز أن تكون رسالتها يطلع عليها مجموعة المشرفين ، وأن تكون الإجابة تحت رقابة جماعية أيضا ، إذا كان الكاتب واحداً منهم ، وفي يقيننا واعتقادنا أن الأخت التي ستكتب الرسالة إذا علمت أن رسالتها سيطلع عليها ثلاثة – مثلاً - من المشرفين : فإنها ستكون في غاية الحذر من كلماتها ، وإن الشيطان سيكون أبعد ما يكون عن فتنتها بإذن الله تعالى ، وهكذا لو علم الرادُّ عليها أن ما سيرد به ستكون نسخ منه عند المشرفين : فلن يكون – بإذن الله تعالى – للشيطان عليه سبيل لفتنته ، ولا يجوز للقائم بالجواب ، أو أحد المشرفين والمراجعين ، أن يحتفظ بعنوان البريد الخاص بالسائلة ، بل متى انتهى جوابه ، انتهت صلته بها ، وترك عنوانها وكل شيء يتعلق بها .
وما اشترطناه هنا في المراسلات ليس صعباً تحقيقه في عالَم المنتديات ؛ فإن الأمور الفنية بلغت غاية عظيمة في هذا الباب .
ونرجو أن يعمَّ هذا الاقتراح في المنتديات الحريصة على الخير ، وستنقطع – بإذن الله – فتن كثيرة ، وسيحفظ هذا على الإخوة والأخوات أعراضهم ، ويَقطعون الطريق على من يتهمهم بما ليس فيهم .

ثالثاً:
أما بخصوص الرسائل الخاصة بين النساء والأعضاء المشاركين في المنتدى : فالذي نراه : أن الاطلاع عليها دون علم منهم هو من التجسس المنهي عنه ، فلا يجوز لكم فعله ، وأما مع علمهم بأن الإدارة تراقب الرسائل الخاصة : فيجب عليكم مراقبتها ، وبعض المواقع لما رأت ما ينتج عن الرسائل الخاصة من مشكلات أغلقتها بالكلية ، فإما أن تفعلوا كفعلهم ، وإما أن تنبهوا المشاركين إلى أن رسائلهم تحت مراقبة الإدارة ، ويكون هذا شرطا للقبول في هذه الخدمة ، وإن كان إغلاق الباب ، وحسم المادة أسلم وأبرأ للذمة .
فإن قال قائل : إن منعناهم من المراسلة الخاصة فسيفعلون ذلك عن طريق الإيميل : فالجواب : أن المراسلة الخاصة قد تمت هنا عن طريق موقعنا ومنتدانا فنحن نتحمل مسئوليتها ، وأما مراسلتهم عن طريق الإيميل أو محادثتهم بالهاتف فيتحملون هم مسئوليتها وليس علينا منها شيء .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب